منصة ذكية موحدة للطيران العربي… ARAS – Arab Regional Aviation SmartNet

2025-05-20 6:57 AM

منصة ذكية موحدة للطيران العربي… ARAS – Arab Regional Aviation SmartNet

دعوة لمستقبل عربي رقمي في السماء…

في ظل تسارع التحولات التقنية العالمية التي يشهدها قطاع الطيران المدني . ووسط تزايد التحديات التي تواجه المنظومات الوطنية في الدول العربية، ، وفي عصرٍ تُدار فيه السماء الأوروبية بنظام واحد (SESAR) وتُحلق طائرات أمريكا بذكاء NextGen، ما زال الطيران العربي يعتمد على أنظمة مُجزَّأة تعيق تطوره. التحديات تكمن في ازدواجية البيانات، غياب التنسيق الإقليمي، وارتفاع التكاليف التشغيلية. هنا برزت الحاجة إلى مبادرة عربية رائدة تهدف إلى توحيد الجهود وتفعيل التكامل الرقمي في إدارة الطيران المدني. هذه المبادرة تجسدت في فكرة مشروع “ARAS” – المنصة الذكية الموحدة للطيران العربي، الذي يطمح إلى ربط الأنظمة ضمن إطار رقمي إقليمي متكامل. كحلٍّ استراتيجي لتحويل السماء العربية إلى فضاء رقمي ذكي، يُدار بلغة البيانات والذكاء الاصطناعي
ما هو مشروع ARAS؟
هو فكرة مشروع مبتكر يهدف إلى إنشاء منصة رقمية ذكية موحدة لقطاع الطيران المدني في الدول العربية عبر بنية تحتية رقمية قائمة على الذكاء الاصطناعي (AI)، الحوسبة السحابية (Cloud Computing)، وإنترنت الأشياء (IoT).. تسعى هذه المنصة إلى تُعزيز قدرات الدول العربية على التعاون والتكامل في قطاع الطيران المدني، من خلال ربط الأنظمة المختلفة المرتبطة بمجال الطيران المدني (هيئات الطيران مطارات، شركات طيران، مراكز مراقبة، هيئات تنظيمية) في منظومة تقنية متكاملة تسمح بتبادل آني وآمن للمعلومات والبيانات، دعم اتخاذ القرار، إدارة الأزمات، وتعزيز وتحسين كفاءة التشغيل والسلامة الجوية وتسريع الاستجابة للطوارئ عبر الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات.
تحديات قائمة تحتاج إلى معالجة لتسريع التقدم
رغم ما حققته بعض الدول العربية من تطورات لافتة في مجال أنظمة الطيران المدني، إلا أن الصورة العامة على المستوى العربي لا تزال تواجه تحديات بارزة. من بينها غياب التنسيق الإقليمي، تعدد الأنظمة التقنية، ضعف استخدام التحليلات التنبؤية، ومحدودية تبادل البيانات، وهو ما يؤدي إلى تكرار الجهود، وتباين الأداء، وبطء في اتخاذ قرارات جماعية فعالة.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن غياب منصة مشتركة للتكامل والتنسيق يُعيق فرص تطوير حلول جماعية، ويقلل من قدرة الدول على إدارة الأزمات بكفاءة وسرعة.
أنظمة متنوعة دون ترابط كافٍ… والتشغيل الإقليمي يفتقر إلى التنسيق المطلوب”
يعتمد قطاع الطيران العربي على مجموعة من الأنظمة التشغيلية، تتنوع بين حلول محلية وأخرى دولية، لكنها غالبًا ما تفتقر إلى التكامل والربط البيني الفعال. ومن أبرز هذه الأنظمة:
AFTN / AMHS: لتبادل الرسائل الجوية الرسمية.
AIS / NOTAM / FPL: لنشر وتحديث معلومات الطيران وخطط الرحلات.
SWIM (إدارة المعلومات على نطاق واسع):
أنظمة الأرصاد الجوية MET (مثل WAFS وSADIS): لتوفير بيانات الطقس الملاحية
ATFM / CDM: لإدارة تدفق الحركة الجوية وتعزيز التنسيق التشغيلي.
SITA / AIRCOM: شبكات اتصالات تجارية تستخدمها شركات الطيران والمطارات.
أنظمة وطنية مستقلة مثل OASIS، Aeronautical FIX، وROCS لإدارة العمليات التشغيلية محليًا.
ورغم أهمية الأنظمة التشغيلية الحالية في دعم منظومة الطيران العربي، إلا أنها تُعاني من فجوات هيكلية تعيق التكامل الإقليمي. أبرز هذه التحديات تشمل غياب التوافق البيني، ضعف التحديث، وتكاليف الربط المرتفعة، إضافة إلى محدودية الحوكمة وصعوبة مراقبة تدفق البيانات عبر الحدود.وغالبًا ما تعمل هذه الأنظمة بمعزل عن بعضها البعض، ما يؤدي إلى تشظي البيانات وتأخر مشاركة المعلومات الحيوية، خصوصًا في حالات الطوارئ. كما تُظهر الدراسات الاولية وجود تحديات إضافية، مثل تعدد البروتوكولات، ازدواجية البيانات، وافتقار البنية الإقليمية لأمن سيبراني موحد.
في ضوء ذلك، يُعد مشروع ARAS خطوة استراتيجية لتجاوز هذا الواقع، من خلال إنشاء منصة ذكية وموحدة تضمن تبادلًا لحظيًا آمنًا للمعلومات، وتُعزز من كفاءة التنسيق والتكامل بين جميع الجهات المعنية بقطاع الطيران العربي.
مميزات منصة ARAS المقترحة وما الذي يجعل ARAS مشروعًا فريدًا؟
تقدم ARAS نموذجًا تقنيًا جديدًا مبنيًا على مفاهيم الحوسبة السحابية، ونُهج البيانات المفتوحة، والهندسة المعيارية، ومن أبرز مميزاتها:
1- نطاقه الإقليمي العربي
على عكس المبادرات المحلية الحالية، يمتد ARAS ليشمل جميع الدول العربية، مما يُشكل منصة تعاون غير مسبوقة تعزز الأمن الجوي والاستجابة الجماعية.
2- منظومة متكاملة وليست مجرد أداة تقنية
ARAS ليس فقط نظام معلومات أو تطبيق، بل هو نظام بيئي ذكي يتكامل فيه:
• مركز بيانات إقليمي (Arab Aviation Cloud).
• محرك ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات والتنبؤ.
• تطبيقات ذكية موجهة لعدة فئات من المستخدمين.
• لوحة قيادة مركزية لصنّاع القرار.
• وحدة دعم لحالات الطوارئ والمهام الإنسانية.
3- التقنيات المتقدمة في صميمه
يُبنى المشروع على تقنيات الجيل الرابع والخامس للتحول الرقمي:
• الذكاء الاصطناعي (AI)
• إنترنت الأشياء (IoT)
• الحوسبة السحابية (Cloud Computing)
• الأمن السيبراني والتحليلات التنبؤية
4- البُعد الإنساني والاستراتيجي
يمتد دور المنصة إلى دعم المهام الإنسانية والإغاثية من خلال تكاملها مع أنظمة الطوارئ والإسقاط الجوي، وهو عنصر نادرًا ما يتوفر في أنظمة الطيران التقليدية.
5- اللغة العربية والتشريعات المحلية
تصميم النظام ليتوافق مع اللغة، والثقافة، والتشريعات العربية، مما يسهل تبنيه ويمنع الاعتماد الكامل على حلول أجنبية قد لا تُراعي الخصوصيات الإقليمية.
هذا ما يجعل مشروع ARAS ليس فقط فريدًا على مستوى الدول العربية، بل منافسًا لمبادرات عالمية في أوروبا وآسيا، ومؤهلًا لأن يُصبح نموذجًا للتكامل الرقمي في قطاعات استراتيجية أخرى.
ابرز الأنظمة التي يمكن أن تشملها منصة ARAS:*
1. أنظمة إدارة الحركة الجوية (Air Traffic Management – ATM):*
– *المراقبة الجوية (ATC):*
– تكامل أنظمة الرادار والمراقبة عبر الأقمار الصناعية (ADS-B) لمراقبة الحركة الجوية في الوقت الفعلي.
– *إدارة تدفق الحركة الجوية (ATFM):*
– توزيع الحركة الجوية بشكل ذكي لتجنب الازدحام وتحسين استخدام المجال الجوي.
2. أنظمة المعلومات الملاحية (Aeronautical Information Systems):*
– *نظام إدارة المعلومات الملاحية (AIM):*
– توفير بيانات دقيقة عن المسارات الجوية، المطارات، والعوائق (مثل الجبال أو الأبراج).
– *نظام NOTAM (إشعارات الطيران):*
– نشر تحديثات فورية عن إغلاق المدارج، التغييرات المؤقتة، أو المخاطر الجوية.
3. أنظمة الأرصاد الجوية (Meteorological Systems):*
– *محطات الرصد الجوي الموزعة:*
– دمج بيانات الطقس من الدول العربية (مثل العواصف الرملية، التيارات الهوائية).
– *نماذج التنبؤ بالطقس المدعومة بالذكاء الاصطناعي:*
– تحليل البيانات للتنبؤ بالتأثيرات على المسارات الجوية.
4. أنظمة تشغيل الرحلات (Flight Operations Systems):*
– *تخطيط الرحلات الديناميكي:*
– تحسين المسارات بناءً على الطقس، الازدحام، واستهلاك الوقود.
– *إدارة أساطيل الطائرات:*
– تتبع صيانة الطائرات، وجداول الرحلات، وتخصيص الطاقم.
5. أنظمة السلامة والأمن (Safety & Security Systems):*
– *نظام إدارة السلامة (SMS):*
– جمع وتحليل بيانات الحوادث وشبه الحوادث لتحسين البروتوكولات.
– *المراقبة الأمنية السيبرانية:*
– كشف الهجمات الإلكترونية على أنظمة الطيران وحماية البيانات الحساسة.
6. أنظمة الطوارئ والاستجابة (Emergency Response Systems):*
– *التنسيق الإقليمي للبحث والإنقاذ (SAR):*
– تحديد مواقع الطائرات في حالات الطوارئ باستخدام تقنيات التتبع المتقدمة.
– *خطة طوارئ موحدة:*
– إدارة الكوارث الطبيعية أو الأزمات الأمنية عبر الحدود.
7. أنظمة البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي (Big Data & AI Systems):*
– *منصة تحليلات تنبؤية:*
– توقع التأخيرات، أعطال الطائرات، أو الازدحام الجوي باستخدام خوارزميات ML.
– *محرك توصيات ذكي:*
– اقتراح مسارات بديلة أو تغيير ارتفاعات الطيران لتوفير الوقود.
*8. أنظمة الاتصالات والتكامل (Communication & Integration Systems):*
– *نظام SWIM (إدارة المعلومات على نطاق واسع):*
– تبادل البيانات بين الأنظمة عبر بروتوكولات موحدة (مثل XML/JSON).
– *واجهات برمجة التطبيقات (APIs):*
– ربط أنظمة المطارات، شركات الطيران، والجهات التنظيمية.
9. أنظمة الامتثال والمعايير (Compliance Systems):*
– *أدوات مطابقة معايير الإيكاو (ICAO):*
– مراقبة التزام الدول باللوائح الدولية (مثل الملاحة الجوية والانبعاثات).
– *نظام تقارير الأداء البيئي:*
– تتبع انبعاثات الكربون وفقًا لاتفاقية CORSIA.
تحديات تنظيمية وسيادية
رغم الإمكانات الواعدة، تواجه منصة ARAS مجموعة من التحديات التنظيمية والسيادية، من أبرزها:
– اختلاف السياسات الوطنية فيما يخص مشاركة البيانات وخصوصية المعلومات السيادية.
– الحاجة إلى إطار قانوني وتنظيمي عربي مشترك يشمل الأمن السيبراني، وتبادل البيانات، وحوكمة التشغيل.
– التباين في مستويات الجاهزية التقنية والموارد بين الدول.
– ضرورة بناء الثقة وتوضيح نموذج الحوكمة المشترك لضمان تبني جماعي للمنصة.
مشروع ARAS: منصة استراتيجية لمستقبل الطيران العربي
إن مشروع ARAS لا يمثل مجرد تحول رقمي، بل هو تحول استراتيجي في بنية التعاون الإقليمي في مجال الطيران المدني العربي. وإذا ما تم تنفيذه وفقًا لرؤية تكاملية مدروسة، فسيكون منصة موحدة لدعم النمو المستدام، والسلامة الجوية، والجاهزية المستقبلية للقطاع. . فمن الناحية الاقتصادية، يسهم المشروع في خفض التكاليف التشغيلية واستهلاك الوقود، وتحفيز الابتكار ودعم السياحة والتجارة. وعلى الصعيد التشغيلي، يتيح تنسيقًا أفضل، يعزز السلامة الجوية ويقلل التأخيرات، مع قدرة أكبر على التنبؤ وإدارة الأزمات.
بيئيًا، يسهم ARAS في تقليل الانبعاثات ومراقبة الأداء البيئي بدقة. كما يعزز من الجاهزية الإنسانية والاستجابة للطوارئ، مع بنية سيبرانية موثوقة وآمنة. أما استراتيجيًا، فهو يدعم السيادة الرقمية، ويكرّس هوية موحدة للطيران العربي، مما يمهّد الطريق لتكامل رقمي أوسع يشمل مجالات النقل والخدمات اللوجستية
التوصيات
– إطلاق مبادرة رسمية
تحت مظلة المنظمة العربية للطيران المدني (ACAO) لتبني المشروع واعداد الدراسات اللزمة ووضع خارطة طريق استراتيجية وتنفيذية.
– تشكيل لجنة توجيهية عليا
تضم ممثلين من سلطات الطيران العربية، شركات الطيران، المطارات، والجهات الفنية، لتوجيه المشروع وتنسيق الجهود والقرارات على المستوى الإقليمي.
– تحديد مجموعة طليعية من الدول الأكثر جاهزية استعدادًا لقيادة مرحلة تجريبية (Pilot) للمشروع، ثم التوسع لاحقًا. بناءً على عوامل فنية وإدارية.
– اختيار شريك تقني مؤهل للمشاركة في اعداد هذا المشروع

Comments

Add your comment

air 2001 - 2025 All rights reserved